الحب دعوة الإنسان ورسالته |
في البدء كان الحب ، الله فعل حب ، ليس عند الله محبة ، بل الله هو محبة . إذا كان العطاء ومشاركة الآخر هما في صميم كيان الله ، فالله إذاً محبة ╗ مَن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة س ( 1 يو 4/8 ) . الله الحب هو الذي خلقنا ، لأنه حب خلقنا ، الحب خلاّق ، خلقنا على صورته ومثاله ، منحنا القدرة على الحب ، وكذلك القدرة على الخلق ، لأن المحبة هي بطبيعتها خلاّقة ، فدعوتنا إذاً في هذه الحياة هي دعوة حب ، إلى الحب نحن مدعوون . عندما سأل أحد الفريسيين يسوع : ╗ ما هي الوصية الكبرى في الشريعة ؟ س أجاب قائلاً : ╗ أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك ، تلك هي الوصية الكبرى والأولى . والثانية مثلها : أحبب قريبك حبك لنفسك ، بهاتين الوصيتين ترتبط الشريعة كلها والأنبياء س . دعوتنا واضحة وضوح الشمس الساطعة ، الله يدعونا إلى أن نحب . إليكم ما يقوله يوحنا الحبيب : ╗ أيها الأحباء فليحب بعضنا بعضاً000 إذا كان الله قد أحبنا هذا الحب ، فعلينا نحن أن نحب بعضنا بعضاً س(1 يو4/7+11) . نختم حديثنا بقصة تُروى عن القديس يوحنا الإنجيلي ، تقول : إنه في آخر حياته الطويلة كان يمضي ساعات عديدة مع الشبان من تلاميذه . وذات يوما قال أحد تلاميذه متذمراً : " يا يوحنا ، أنت دائماً تتكلم عن الحب ، عن حب الله لنا ، وعن حب بعضنا لبعض ، لماذا لا تكلمنا عن شيء آخر غير الحب ؟ " فأجاب ذلك التلميذ الذي انحنى يوماً ، وهو شاب ، على صدر الإله المتجسد : " لأنه لا وجود لشيء آخر سوى الحب 000الحب00الحب".الحب هو السبيل الوحيد إلى ذواتنا ، إنه الطريق الوحيد إلى حضن الله الذي دعي اسمه " الحب الأب ممتاز عيسى قاشا |